دعيني اغتصب حبك

بَعدَ أن تركتِني لِتَنامي ؛ بقيتُ وحدي أعطَشُ قُربَكِ وينابيعَ حُبّكِ

باتَ ليلي يعزِفُ بنسائمه تقاسيمَ حزنٍ وشوق ,

تذكّرتَكِ فلمَستُ حرفكِ الذي يتدلى من عنقي

لامستَهُ بتدفُّقِ نبَضاتي , فقبّلتَهْ

أغمَضْتُ عينايَ لأراكِ مُجدداً

فأرى نظراتك , وخصلاتَ شعرك المتناثرة على وجهِكْ الطفولي,

أتنهّدُ باشتياقْ فأسمعَكِ لحناً هادراً في صميمي

أُحِسّهُ يناديني فتخيّلتَكِ وسادتي

فاحتضنتُها مراراً ومراراً

أغرقتُ نفسي في نعومَتِها ودفئِها فما أجملكِ !

أتخيلكَ فوضعتُ رأسي على صدرِكْ

فبقيتي تُدلليني كما لو كنتُ طِفلَكِ

وتغرسينَ أصابعَكِ بينَ خصلاتِ شعري وتقصينَ لي أروعَ الحكايات

تلامسيني بهدوء فأشعُرُ بالدفءْ

ترفعينَ رأسي وتنظُرينَ إلى عيناي

لتُخبِرَكِ أني أعشقك كله لحظة ألف مره

أيا ربيعُ أيامي كيفَ لي أن أترُككِ لغيري ؟

وحبّكِ ينمو بجسدي كعِظامي !

اقتربي ولا تتكلمي أبداً

دعيني أغوصُ في عمقِ عينيكِ

لترسو على شواطئها كلّ أحلامي

دعي ثغرَكِ يحتضِنُ الأملَ والفَرحَ لقربي

فودعي الدموع

ودعي الدموع

لا أريدُ لابتسامتكِ الذبول

دعي الفَرحَ لرسمها يطول

حبيبتي وطفلتي

أنتِ وردتي التي ولدت في حضن الربيع

حمراءٌ خجولة تبُثُّ عِطرَها بينَ تجاويف الحنايا ,

أحبُّكِ يا زهرتي , يا من دفَعَني إلى النورِ حُبّكِ

أوصلتُ عشقي لكي لصماماتِ فؤادي وربطتهُ ليلتئم

وليتشعّب في شراييني ويُسافِرُ في جسدي معَ دمي

وليسكن فيني حتى النهاية !!

ستبقى عيناي هذه الليلة وكلُّ ليلةٍ , ساهرةً لترعاكِ وتحرُسَكِ

وسيبقى إصراري لامتلاككِ شُعلةَ نارٍ ملتهبة لِتُحرِقَ من يقتربُ منكِ

فمَن يغنيني عنكِ ؟

وكيفَ لي أن أعيش دونَ صدركِ الهادئ

الذي يضمني عندما تضيقُ بي الأيام !

أينَ أجِدُ مثلَ دفئَكِ وروعَتَكِ !

أحمِلَ يديكِ فأقبّلَها وأتكوّرُ عليكِ لأحتضِنَكِ مرةً أخرى

أتحسسُ شوقكِ , فأشعُرُ أنكِ كنتِ تائهة

أضمُّكِ بأنفاسي وأمطِرُكِ بقبلاتي وهمساتي

يشدني ويشدكِ الشوق

وأحس في داخلي رغم أننا معاً

أنكِ كنتِ تبحثينَ عني مسبقاً

وأنا كنتُ أبحثُ عنكِ أيضاً !

فأخبركِ بأني معكِ ؛ ملتصقٌ بكِ فلا ترتجفي

سأُزيلَ الآن بحبي هَمّكِ

فدعيني الآنَ أغسِلَ من صدركِ الأحزانْ

دعيني التحِفُ بردكِ , وأضيعُ في الليلِ الطويل

دعيني أتوهُ فيكِ وأجوبُ دنيا العاشقين

دعيني أزرَعَ في أوردَتَكِ الأحلام

دعيني أضيعُ فيكِ مثلَ كلِّ الضائعين

"دعيني أغتصِبُ حبّكِ"

وأسقطُ عليكِ بحناني كغيمة الأمطار

دعيني أيضاً أتلثم بشاطئَ نبضِكْ

دعي حبات الرمال تغني عن ذاكَ العناق الدافئ

وذياكْ القُبَلْ, المخلوطةِ بالعِطرِ والعسَلْ

دعينا نروي قصّةَ هوانا منذُ التقينا ولّـم يَزَلْ

دعينا نحلِّقُ معَ العصافير والفراشاتْ الملونة

دعينا نسبحُ كالغيومِ في ضوءِ القَمَرْ

فتعالي يا ساريةً في فمي بِنَهرِ الشهد

تعالي مُجدداً لتنامي في عيوني

ولتسكني دمي لنتوحّد

اشتقتُ إليكِ وإلى لمَعانِ مقلتيكِ

اشتقتُ أتدثرُ بأهدابِ عينيكِ

وأتسللُ إليكِ ببطء وأضَعَ رأسي على قفصَكِ الصدري

فهَل تجيئني لُنحققَ الحلم !!

ولأغرِسَ اغتصابي بجسمَكِ

ليورقَ حبي أغصاناً وينبِتَ سنابِلاً

ويوزِّعَ على جميعِ الحيارى الثّمَر

سآتي الآنَ إليكِ فاستقبليني لأكسُوَكِ بحبي

فالهمُّ في طريقِهِ إلينا عثَر

والفراقُ ولّى عن هوانا وانتحر

فخذيني إليكِ لنعيدَ ما احترقَ من الأحلامِ والصور .

همسة : أشعُرُ بالخجلِ منكِ ,

فمُدِّي يديكِ عني ؛

وضُمي عليكِ قلبي الحزين وحلماً في بعدَكِ انتثَر

ياسلام على الروائع بتاعتك بجد بجد

جميله جدا

وضُمي عليكِ قلبي الحزين وحلماً في بعدَكِ انتثَر

مشكور علي المرور